افرنقعوا عني

تأليف: سناء شباني، رسوم: علي الزيني، نشر: دير الزهراني (لبنان)، دار البنان، 2020. مصور بالألوان، 16 صفحة، 20×13 سم – ردمك: 9786144550687

كتاب ظريف تقدم فيه الكاتبة سناء شباني مجموعة من مواقف طريفة مرّ بها أبو علقمة، وهو شخصية تراثية كانت تعيش في العراق في العصر العباسي. الكتاب حصيلة مجهود بحثي قامت به الكاتبة حول هذه الشخصية والحكايات الفكاهية المرتبطة فيها فاختارت مجموعة من المواقف لتقدمها في الكتاب. 

أبو علقمة فقيه في اللغة العربية ويبالغ في استخدام ألفاظ صعبة الفهم في كلامه. تنبع الفكاهة في القصص الخمس التي يتضمنها الكتاب من عدم فهم الآخرين لما يقوله، أو من انزعاجهم من فذلكته، أو من محاولتهم لمجاراته كي يذوق مما يطعم غيره.

قدّمت سناء شباني هذه المواقف بلغة فصيحة ولكن على عكس أبو علقمة، اختارت مفردات سهلة الفهم ومتماشية مع الطابع التراثي للقصص في الوقت نفسه. المفردات الصعبة في النص هي تلك التي يقولها أبو علقمة نفسه أو يقولها آخرون لمجاراته ومعناها مشروح في هوامش أسفل الصفحة. بما أن النكتة في الكتاب قائمة على عدم فهم أغلبية الناس لهذه المفردات، فإنّ هذه الصعوبة لا تخلق حاجزًا بين النص والقارئ. على العكس، يمكننا الاعتبار أن النص يوجه نقدًا محببًا للذين يبالغون في استعراض قدراتهم اللغوية. مع هذا، لا بد من الإشارة إلى أن بعض المواقف ترتكز على ارتباك أبو علقمة نتيجة استخدام الآخرين لمفردات غامضة عليه أو مفبركة، مما قد يدعو القارئ لطرح التساؤل الآتي: إذا كان أبو علقمة فعلًا ضليعًا في اللغة، لماذا لم يفهم هذه المفردات أو يتنبه إلى كونها مبتكرة وغير موجودة في اللغة؟   

الكتاب جذاب من الناحية البصرية، تزينه رسوم علي الزيني بتشكيلته الغنية من الألوان المبهجة والهادئة في لوحات تتسم بالحيوية والحركة. يدخل القارئ عالم القصة عبر تفاصيل تنقلها الرسوم فتعكس زمان أبو علقمة ومكانه. يعتمد الإخراج الداخلي على تخصيص الصفحة اليمنى للرسوم واليسرى للنص. القصة مؤلفة من فصول قصيرة، كل فصل في صفحة مزدوجة، مطلعه باللون الأحمر في حركة تحاكي إخراج المخطوطات القديمة. نوعية الورق، غير لامع، تتماشى بشكل موفق مع موضوع الكتاب.

قصة خفيفة تدخل القارئ الصغير إلى عالم التراث العربي عن طريق الفكاهة.

س.أ.غ.