كتابٌ يرسم المسار الشيّق الذي يسلكه الكاتب في العملية الإبداعية وذلك من خلال إطار قصصي مميز يعكس تمرس وحنكة الكاتبة.
يشاركنا “الكاتب”، الشخصية الرئيسية في الكتاب، المراحل التي يمر فيها كافّةً عند تأليف قصة جديدة بدءًا من انتقاء الفكرة، فتصميم الشخصية الرئيسية، وبناء الحبكة من عقدة وحل ونهاية. ولا يتوقف عند هذا الحد، بل يرصد لنا العلاقة المميزة التي تنشأ بينه وبين شخصياته المبتكرة، أثناء الكتابة وحتى بعد الانتهاء منها.
يقدم الكاتب، بعناية، كل مرحلة من المراحل المتعددة لعملية الكتابة من خلال القصة التي يواكب تفاصيلها القارئ الصغير عبر النص والرسوم.
حبكة القصة متماسكة وفيها تسلسل واضح للأفكار. النص جميل، جمله بسيطة وقصيرة. اللغة رشيقة، اختيرت مفرداتها بتأنٍّ وبشكل يتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة. اللافت في النص استخدام بعض الكلمات أو العبارات التي أضفت روحية خاصة للنص: “الفهلوي” (ص. 5)؛ و”بنات أفكاري” (ص. ٧).
أما الرسوم، فجاءت، في الوقت نفسه، منسجمة تمامًا مع النص كما عززته في نواح عدة، إذ تضمنت الكثير من التفاصيل الغنية والممتعة و”الخفيفة الدم”، وخاصة فيما يتعلق بتعابير وجه وحركات شخصية “الكاتب” التي تنوعت واختلفت في كل صفحة من صفحات الكتاب.
الكتاب ذو نوعية ورق جيدة. خلفية الرسوم بيضاء يطغى عليها اللون الرمادي مع لمسات مشعة وجميلة باللونَي الأحمر والأخضر. هذه الألوان اختيرت أيضًا للبنط في النص، الأمر الذي زاد من توطيد العلاقة بين النص والصورة.
كتاب شيّق، نصًّا ورسمًا، يصلح لورش الكتابة الإبداعية الموجهة إلى الأطفال. لا بد أن يلهم بعض القراء الصغار لكتابة مخطوطاتهم الأولى!
فرح
مرسال 