
قصة مشوقة جدًّا مستوحاة من الموروث الشعبي، بطلها شخصية نص نصيص وهو شاب قصير ونحيل ولكنه يقوى على الغول بحيلته رغم جسده الصغير.
الحبكة الجديدة للقصة ممتعة جدًّا وتتخلص من بعض تفاصيل الموروث الشعبي مثل تعدد الزوجات لوالد نص نصيص والأخوين الذَين لا يحبّانه ويوقعانه في الفِخاخ. فتركّز الكاتبة على عامل التشويق وعلى إضافات خرافية مثل الأميرة المسحورة والتي تحوّلت إلى فأرة، مما يزيد من قوة الحبكة وجاذبية القصة.
لكان النصّ أفضل لو وجدنا شرحًا ولو بطريقة غير مباشرة حول الفكرة الأساسية وراء قصص نص نصيص، وهي أن هذا الأخير يتغلّب على المخاطر بذكائه وسرعة بديهته لا بقوته، فيستطيع بذلك إثبات مكانته في عائلته بالرغم من جسده الصغير. في السياق نفسه، هناك تركيز على بشاعة الغول في شكله البشري، ما يتناقد مع قصص نص نصيص ويعطي رسالة غير مُحبّذة للطفل، وهي الاستهزاء بالشكل الجسدي إذا ما كان غير جذّاب.
إضافة إلى ذلك، هناك بعض الأخطاء التي قد أضعفت الإصدار بالرغم من النصّ المدروس والمشوّق: فمثلًا تهجئة اسم “نص نصيص” مختلفة داخل النصّ عمّا هي في العنوان. أما علامات الوقف واستعمال القوسين كما المزدوجين للاقتباس، فهي في بعض الصفحات موضوعة بشكل خاطئ كليًّا، ما يربك القارئ الصغير فلا يعرف التفرقة بين السرد وكلام الشخصيات وأسمائهم.
وفي بعض الأحيان، نرى رسومات تأتي متأخّرة عن النصّ، فمثلاً نقرأ في الصفحة ١٢ أن الغول يضحك قائلًا: “ها ها ها! خدعتك يا نص نصيص أنا الغول”، بينما لا تأتي كتابة “ها ها ها” إلا في رسم الصفحة ١٤، أي بعد قلب الصفحة. ومأخذ آخر فيما يتعلق بالتصوير هو استعمال حرف الزين اللاتيني عند نوم الغول للتعبير عن غرقه في النوم، وكان من الممكن استعمال الشين والخاء للدلالة على الشخير في هذه الرسمة، علمًا أن النصّ كاملًا هو بالعربية. أما الغلاف فيُبدي نص نصيص وهو يمشي في مكان معتم مع قنديل لينير طريقه، ولكننا لا نرى أي قنديل أو موقف موازٍ داخل الكتاب.
الرسومات جيدة ومناسبة للقصة ولو كانت إضافة جميلة لو رأينا شكل الغول بدل رؤية عجوز لا يتحوّل شكله خلال القصة كلّها. أمّا البنط فمناسب وسهل القراءة في الصفحات كلّها.
يبقى الكتاب ممتعًا جدًّا للصغار بعناصره الدرامية التي تقدّم تسلسل أحداث جدّ مشوق.
ربى