غلاف جذاب جدًّا ويوحي فعلًا بالفئة العمرية الموجه إليها الكتاب، فلمسة شخصيات الحيوانات ذات الملامح السمحة جدّ موفقة خاصة لهذا العمر. فكرة الكتاب أيضًا موفقة، فهو يعرض للطفل الفرق بين الأنشطة والأفعال السريعة والأنشطة والأفعال التي نقوم بها “على مهل”، أمّا رسومه فتقدم لنا أيضًا فرصة لمراجعة معلوماتنا عن أنواع الحيوانات.
طريقة كتابة النص بسيطة وخفيفة على القارئ المبتدئ: في كل صفحتين متقابلتين، نرى الفعل يأتي “بسرعة” في الصفحة إلى اليمين، ثم نرى فعلًا آخر يأتي “على مهل” متّصلًا بالسياق نفسه في الصفحة التالية إلى اليسار. فنرى في بداية الكتاب الوالد الكوالا يجري “بسرعة” في سباق، وصغير الكوالا يتمشى “على مهل” على الكورنيش مع والدته.
لكن بعض الأنشطة التي تقع تحت خانة البطء أو التأنّي ليست بالضرورة بطيئة بطبيعتها، مما أضعف قوّة الفصل بين السرعة وعكسها: الأم لن توصل طفلها إلى الحضانة على مهل في كل مرّة، ولن يصعد الطفل على سلّم الزحلوقة على مهل في كل مرّة. على العكس، يمكن أن يكون الطفل متلهّفًا للتزحلق والصعود بسرعة كما يمكن للأم أن تكون قد تأخرت على عملها فتوصل طفلها إلى الحضانة مسرعة. أمّا الطائرة فهي عادة تهبط بقوّة على المدرج ويصعب توصيف هذه الحركة على أنها “على مهل”.
موازاة فعلين متضادين في السرعة في اللوحة والسياق نفسه هي فكرة موفقة جدًّا، مثل كبكوب الصوف، تجري القطة “بسرعة” لالتقاطه فيما تستعمله الكلبة في الصفحة المقابلة لحياكة شالٍ “على مهل”. لكن سياق الفعلين ليس دائما متصلًا، مثل سرعة سيارة الإسعاف وبطء الذهاب إلى الحضانة. لكان اختيار أفعالٍ متقاربة أكثر في السياق أوضح الفكرة أكثر إلى قارئنا الصغير.
الإخراج والبنط جيّدان ومناسبان، كما إن إبراز كلمتَي “بسرعة” و”على مهل” في كل صفحتين هو فكرة موفّقة. أما الرسوم فهي ثرية جدًّا، فتقدم شخصيات وحيوانات مختلفة في كل لوحة مع الإبقاء على الروحية السمحة والمريحة للنظر والجذابة جدًّا في آن واحد.
ربى