الفكرونة وولد السلطان

الفكرونة
تأليف: هاجر بن عمّار. رسم: هند بن عمّار. ترجمة: فاليري فاكياني. تونس: نقوش عربية، 2018. مصور بالألوان، 38صفحة، 23×19 سم، – ردمك: 9789938072402

آخر إصدار في سلسلة “حكايات تونسية” هو قصة “الفكرونة وولد السلطان”، وهي قصة خرافية من الموروث الشعبي التونسي، مكتوبة ومسجّلة على قرص مدمج بالعامية كما بالفرنسية.

القصة ممتعة بنكهتها الخرافية، فتبدأ مثل كثير من القصص الموروثة شعبيًّا بتمني زوجين الإنجاب. في لحظة التمنّي هذه تأتي إليهما فكرونة (وهي السلحفاة في العامية التونسية) فيقرّران اعتبارها ابنتهما. يتّضح فيما بعد أن السلحفاة هذه تظهر على شكل شابة جميلة خلال الليل ويقع في حبّها ابن السلطان وينتهي الأمر بزواجهما بعد أن يرمي ابن السلطان بقوقعتها في البحر وتبقى هي على حالها البشرية.

لكننا لا نفهم من القصة ما سر هذا التحوّل ولا نعرف ما إذا كان والداها على علم بهذا السرّ، ولا حتى إذا كانت الشابة قد وقعت بحبّ ابن السلطان قبل أن تتزوّجه. فهو يراها لأوّل مرّة من خلف الأشجار حين تتحوّل من سلحفاة إلى شابة ولا يكلّمها، ثم يرسل من يأتي بها من دار أهلها دون الأخذ برأيها، ويلقي بقوقعتها وهي نائمة دون أن يسألها. قد يكون الجواب أن القصة التراثية نفسها لا تقدم هذه التفاصيل، ولكن يبقى السؤال: هل من المفضّل الإبقاء على القصّة كما هي بنواقصها بسبب كونها من الموروث الثقافي، أم يكون من الأفضل إضافة بعض اللمسات الدرامية الناقصة والتغييرات التي تحوّل الشابة من شخص مجرد من إنسانيته إلى شخصية لديها اعتبار؟

النص الفرنسي جيد، بالرغم من بعض الأخطاء الطباعية أو الإملائية. أما النصّ التونسي فهو سهل الفهم للقرّاء التوانسة الصغار وواضح جدًّا.

الرسوم ممتعة تجد التوازن بين الطابع التقليدي والمعاصر، وقد رُسمت باليد. أما الإخراج فهو جيد خاصة أنه يوفّق ما بين النصّين العربي التونسي والفرنسي من جهة، والرسومات من جهة أخرى.

أمّا التسجيلان باللغتين فهما موفّقان جدًّا، يتضمنان إلقاءً جذابًا بالروحيّة نفسها (رغم أنّهما صوتان مختلفان)، وإن كان أكثر جاذبية لو أضيفت إليه بعض التأثيرات الصوتية.

ربى