جلّنار، أميرة زنجبار

Numérisation_20181119 (6)
تأليف: هدى الشوا القدومي. رسم: ديالا زادة. بيروت: دار الساقي، 2017. مصور بالألوان، 18صفحة، 27×20 سم، – ردمك: 9786140320345

نصٌّ حالم ورسوم تطلق العنان لخيال واسع تأخذ القارئ إلى زمن بعيد، فيه الرحلات والمغامرات وبوصلة ومِلاحة وأسطرلاب وخرائط، زمن فيه كل شيء ممكن، بما في ذلك أن تكون شابة سمراء من زنجبار بطلة شجاعة لا تخاف شيئًا. النص هو وصف لشخصية البطلة، فيه سجع ممتع حالم مثل روحية الكتاب.

ضعف وقوة النص يكمنان في أنه يشير إلى بعض الرموز التاريخية المهمة في موروثنا الثقافي. فأمور كثيرة تُذكر في النص هي جد مهمة وشيقة للأطفال والكبار: نجم المرزم، الأسطرلاب، شجرة دم التنين وجزيرة سقطرى، وقصر العجائب في زنجبار. لم توضع هذه الرموز عن عبث بل لتنوير الطفل عن أمور لها قيمة ثقافية. لذلك، ينقص النصَّ شرحٌ لهذه الرموز، مثل الأسطرلاب الذي كان لفترة طويلة صلة البشر بالفلك، وشجرة دم التنين السقطرية وهي من أغرب الأشجار في العالم وتتواجد فقط في بقعة صغيرة من اليمن، وينطبق ذلك على مواضيع كثيرة تُذكر فقط دون تفاصيل. إضافةً إلى ذلك، فاستحضار التاريخ، مقرونًا بالخلط بين أمور ليست بالضرورة متصلة مثل الشخصية التاريخية جلنار حب الرمان من ناحية وجزيرة زنجبار وقصر العجائب من ناحية أخرى، يربك كثيرًا ويمنع الأهل من القدرة على التواصل.

على صعيد السجع، فهو موسيقي ويضفي حيوية على النص ولكنه تارة موجود وطورًا يختفي فلا يعرف القارئ متى يتوقعه.

أما فيما يتعلق بالرسوم فهي جد موفّقة بشكل الشخصية والألوان ورسوم الأسطرلاب بالذات، حيث تتلاعب الرسامة بحجم جلنار نسبة إليه، كما النجوم وبعض اللمسات السحرية والخرائط على الطراز القديم. ولكن الغريب أن جلنار تظهر دائمًا وحيدة في الرسوم وهو أمر غير مفسر.

أحد مواضع أهمية هذا الكتاب هو في تقديم جلنار، وهي فتاة وليست شابًّا، بلباسها الأنثوي، على أنها بطلة ورحالة ومغامرة، مما يثري أدب الأطفال العربي في موضوع تمكين الصغيرات وتثقيف الصبيان على المساواة.

ربى