يغضب يهدأ

تأليف: فاطمة شرف الدين، رسم: مونيكا سوسكا. الشارقة، دار كلمات، 2017. 20 صفحة من الكرتون المقوّى، مصور بالألوان، 22×28 سم. – ردمك: 9789948181408

يُعرِّف هذا الكتاب الأطفال على مهارة حل المشاكل أو الخروج من المواقف التي تسبّب لهم الزعل أو الغضب. تعترف القصة بالشخصية الفردية لكل طفل، وبأن لدى كل منهم لحظات ضعف (وبالأخص لحظات غضب).

طريقة كتابة النص طريفة وخفيفة على القارئ كما أسلوب الرسّامة بالتعبير عن حالة سالم، وهو طفل إماراتي يَغضب ثم يهدأ في مجمَل المواقف المتناوَلة في القصة.

في كل صفحتين، نرى سالم، وهو يرتدي اللباس التقليدي، يَغضب في الصفحة إلى اليمين بسبب مشكلة ما، ثم نراه يهدأ في الصفحة التالية إلى اليسار. سالم لا يهدأ جرّاء حصوله على ما يريده كل مرة؛ بل لأنه وجد حلًا آخرَ يرضيه، مثل اللعب مع القطط عندما لا يجد رفاقه في الملعب، أو حينما يقوم بالتلوين بعد أن يفقع بالونه، وكلّها مواقف مألوفة جدًّا عند الأطفال.

النص متقَن بإحكام ويوصل الفكرة بوضوح تام إلى الطفل، أما الرسوم فهي دافئة وممتعة كما أن الغلاف له نكهته الخاصة.

الإخراج والبنط جيّدان ومناسبان كما أن إبراز كلمتي “يغضب” و”يهدأ” بلونين مختلفين في كل صفحتين هو فكرة موفّقة؛ ولكن تبقى ملاحظة واحدة تتعلق بمكان وضع كلمة “يغضب” في بعض الصفحات حيث تكون أحيانًا بعيدة عن الجملة المرتبطة بها، مما يربك القارئ الصغير.

لا بد من الإشارة إلى أن أكثر ما يشدّ الانتباه في هذا الكتاب هو البُعد الجندري أو الأدوار غير النمطية للرجل والمرأة، دون محو البيئة العربية. فوالدة سالم هي التي تخرج للصيد (لا سيما أنها ماهرة في ذلك)، فيما والده هو مَن يبقى في البيت ويلعب مع بطل القصة ويطهو له، ويقرأ له في السرير؛ هذا وكلا الوالدين بلباسهما التقليدي.

ربى