
كتاب مصوّر نكتشف من خلاله النقطة بمختلف مواقعها وحالاتها: صِفر، نقطة مياه، مركز دائرة، حبة رمل، وغير ذلك. وبالوقت ذاته، يطرح الكتاب بشكل ممتع وسهل مفاهيم فلسفية مثل تكوّن أشياء كبيرة من تراكم أشياء صغيرة وفكرة “أنّ الصغير مهما كان صغيرًا يمكنه أن يشكّل العالم لو أراد” كما تذكر الكاتبة/الناشرة في المطوية التي ترافق الكتاب. قد لا يكون أول كتاب عربي يتكلم عن النقطة، لكن معالجة أمل فرح للموضوع مبتكرة وعميقة ومدروسة.
حاولت الكاتبة أن تصيغ جملها على القافية، إلّا أنّ الموسيقى العامة للنص أتت ضعيفة في أكثر من صفحة. بعض التركيبات اللغوية معقّدة وغير سلسة، والغياب الكلّي للتحريك يجعل القراءة صعبة في بعض الأماكن. أمّا الفكرة بذاتها فمترابطة جدًّا بوجود خطٍّ – وهو مفهوم النقطة – يضمن تماسك النص من نقطة البداية إلى نهاية ذكية جدًا.
ومن جهتها، لعبت الرسامة نهاد سعيد بصريًّا بشكل خلّاق وحيوي على مفهوم النقطة. كما ارتكزت على اللونين الأبيض والأسود، باستثناء صفحة واحدة للألوان لها دورٌ مهم وذلك بشكل يتماشى مع النص. وفي أغلب الأوقات كان الأسود هو لون الخلفية كما هو الحال على الغلاف.
كان من الأفضل اختيار بنطٍ تسهل قراءته، خاصة في كتاب يعتمد كثيرًا على اللعب بمعنى الكلام بحسب وجود أو موقع النقاط. ففي بعض الأحيان يصعب التمييز بين الحروف أو الكلمات (كلمة “البذور” في إحدى الصفحات تبدو كأنها كلمة “البخور” وكلمة “دائرة” كأنها “حائرة”).
ومع ذلك كتابٌ ذكيّ يجعلك ترغب بالعودة إليه مرارًا.
س.أ.غ.