
رسومات ساحرة، يصعب على مَن يرى الكتاب مقاومته فيضطر لفتحه والتمتع بتفاصيل الرسم الدقيق جدًا.
الجميل في النص أنه يحوّل مفهوم الموضة إلى أفعال تلقائيّة تنتج عن لا مبالاة الشخصية البطلة “فهيم”، الفنان الذي لا يتقيّد بمعايير الأناقة التقليدية فيُعجب الناس بملابسه مُعتقدين أنّه قد خطط أن يكون سرواله واسعًا، أو ممزقًّا، أو غير مكوي. تتتالى المواقف الطريفة التي تؤدي دائمًا إلى إعجاب الناس، فيتعرف الطفل القارئ إلى فكرة الخروج عن المألوف والتحرّر من قيود ما هو متعارف عليه في اللبس والمظاهر. ينقص النص تطوّر الشخصية من رسّامٍ غير مبالٍ إلى مصمّم أزياء لديه اسم معروف لدرجة أن المحالّ في مختلف البلدان والقارات سمّيت باسمه، فالفئة العمرية لهذا الكتاب تتطلّب تعمّقًا ولو بسيطًا في الحبكة. فنرى “فهيم” في آخر القصّة قد تحوّل إلى مصمّم يمتلك قصرًا ويخطّط لتصاميمه، ولكن لا نفهم كيف أو متى تحوّل من “مصمم بالغلط” إلى مصمّم بالمعنى التقليدي للكلمة.
لقد نظمت الكاتبة أكثرية النص بأسلوب سجعي، قد وُفّقت في ذلك أحيانًا، وفي بعض الجمل بان مفتعلًا بعض الشيء. أمّا المربك قليلًا في إخراج الصفحات فهو عدم وجود منطق واضح يفهم القارئ من خلاله متى يتوقّع جملًا موسيقية سجعيّة ومتى يتوقّع جملًا سردية عاديّة.
أمّا الروحية الطريفة فتبقى حتى الصفحة الأخيرة.
التصميم جميل، يحاول أن يتماشى مع الرسومات ويعكس سرَحان شخصية البطل، فنجد الكلمات تتموّج بشكل مختلف في كل صفحة مع الرسومات ويتغير مقاس البنط أيضًا بحسب الرسوم، لكن ذلك يصل أحيانًا إلى مستوى يزعج نظر القارئ أو يربك القراءة فيخفي مفعول السجع.
تبقى الرسومات هي البطل الأول في هذا الكتاب فكل صفحة منه مشغولة بتفاصيل مبدعة وحالمة تنقل القارئ إلى عالم خيالي وفني بامتياز.
ربى.