
قصة ظريفة فعلًا. تجد نفسك تقهقه وأنت تقرأها.
عندما يفقد أخوه الأكبر ياسر سنّه، يجد سامي نفسه مأخوذًا بهذا الحدث. فيبدأ بخلق سيناريوهات خيالية عمّا قد يحدث لأخيه بسبب الفتحة التي تركها السن في فمه، كما يتساءل عن طريقة استقبال أصدقاء ياسر له لدى عودته إلى المدرسة. تأتي النتيجة غير متوقعة ومضحكة، وإن كانت النهاية بحاجة إلى جملة إضافية لتختم القصة بشكل أسلس.
المدخل إلى القصة كان عن طريق طرح موضوع الشبه بين الأخوين وتأثير سقوط سن ياسر على هذا الشبه، مما يفسر عنوان الكتاب. جميل أن يتم اختيار عنوان لا يفضح القصة أو المغزى منها من البداية كما يحصل في كثير من الأحيان، لكن أتى العنوان هنا مضللًا بعض الشيء، خاصة أن الكاتبة لم تعُد إلى موضوع الشبه في نهاية القصة لتكتمل الفكرة.
يقوم الطفل سامي بدور الراوي فتستخدم الكاتبة لغة سلسة بمفردات مناسبة للفئة العمرية المستهدفة من الكتاب وتتماشى مع شخصية سامي.
اعتمد الرسام جافيير بورهيز نمطًا خاصًّا في تصوير ملامح الشخصيات (الأنف والعينان متصلان ومظلّلان – انظر الغلاف مثلًا) كما استخدم لوحة ألوان واسعة وفرحة، محتفظًا بخلفيات أحادية اللون مريحة للنظر. من ناحية مضمونها، الرسوم غنية بالرغم من وجود رسمة واحدة فقيرة مقارنةً بالأخريات، وهي صورة لبعض الأسنان تملئ صفحتين. بشكل عام، تكتفي الرسوم بأن تعكس النص بشكل مباشر دون أن تثري عالم القصة كثيرًا. أدخل الرسام شخصيتَي القطة والعصفور الذَين يرافقان سامي في أغلب الصفحات، لكنه لم يسند إليهما أيّ دور فعلي، فكانت الإضافة باهتة بعض الشيء. لكن مع ذلك، الكتاب موفق من ناحية الرسم أيضًا.
من حيث الإنتاج والإخراج، تصميمٌ مريح للصفحات الداخلية، نوعية ورق جيدة واختيار موفق للبنط.
س.أ.غ.