
رواية للمراهقين يتناوب فيها كل من أنس ولينا، الشخصيّتان الأساسيّتان، بسرد أحداثها. يلتقيان في صف اليوغا فتنشأ بينهما صداقة تتطور إلى علاقة حب مع الوقت، لكن كل منهما يخفي مشكلة عائلية حساسة. هل سيصارحان بعضهما البعض؟
في هذه الرواية، تعالج الكاتبة فاطمة شرف الدين الظلم الذي تعانيه المرأة في الكثير من المجتمعات، فتطرح موضوعَي التعنيف الأسري وقوانين الإرث الجائرة بحق النساء.
تتعامل الروائية مع الموضوع الأول بكثير من الجرأة والمسؤولية فتنقل لنا بأمانةٍ ديناميكية العلاقة غير السليمة بين الزوجين وتأثير العنف الأسري على الأبناء. من خلال شخصية أنس نتعرف على المشاعر المتضاربة التي يعيشها أي مراهق يمر بظروفه العائلية، من غضب وعجز وخوف وشعور بالذنب. تحقق الرواية هدفها بنشر التوعية عن هذا الموضوع وعرض الحلول القانونية له، على الأقل في لبنان حيث تدور أحداثها. كما توجّه رسالة واضحة أنه من الممكن رفض هذا الوضع الشاذ وأن مسؤولية كسر حلقة العنف تقع على عاتق النساء والرجال معًا. لكن الهدف التوعوي طغى على أحداث القصة وأتى على حساب تطوّر العلاقة العاطفية بين أنس ولينا. فكنّا نتوقع من العنوان والغلاف الأمامي وتناوب الفتى والفتاة على رواية القصة أن تتّخذ قصة حبهما صدارة أكبر.
فيما يتعلق بمعالجة الرواية لموضوع الإرث، المشكلة التي تعاني منها عائلة لينا، توفقّت الكاتبة بنقل الوضع الدقيق الذي تعيشه الأسرة بشكلٍ يُشعر القارئ بورطتهم ويجعله يتعاطف معهم ويهتم لأمرهم. لكن مجريات القصة لم تهيّء للحل النهائي الذي أخرجهم من مشكلتهم، وإن كان هذا الحل مناسبًا ومنطقيًّا، على الأقل لمن يشارك لينا وأسرتها ظروف حياتهم بما فيها من ميزات.
في عرضها للشخصيات الشابة، نجحت الكاتبة إلى حدٍ كبير بنقل ليس فقط تفاصيل حياتهم اليومية بل أيضًا همومهم وآمالهم، وإن كانت معظم الشخصيات من الطبقة الوسطى نفسها. كما إنه من الملفت أن رفاق أنس كان لهم دورًا فاعلًا وإيجابيًا في إيجاد الحلول لمشكلته.
كالعادة، لغة فاطمة شرف الدين فصيحة سلسة وبعيدة عن التكلف فيجد القارئ نفسه ينتهي بسرعة من مطالعة القصة. ونرغب أيضًا بالإشادة بالنبذة الموفّقة جدًا، فهي تشوّق المتصفّح لقراءة الرواية، وتبتعد عن الإطالة في الوصف وتتجنّب فضح النهاية. وصورة الغلاف الأمامي تلعب أيضًا دورًا في جذب القارئ.
س.أ.غ.