صراخ خلف الأبواب

صراخ خلف الأبواب
تأليف: رانية حسين أمين، رسم: مجدي الشافعي. القاهرة: دار نهضة مصر، 2016. مصور بالألوان، 63 صفحة، 25×17 سم، – ردمك : 9789971454298

في عمارة رمّانة الكل يصرخ بوجه الآخر، لكثرة المشاكل والخلافات. يقرر والدها غفير العمارة، بعد نفاد صبره، أن يبحث عن عمل في مكان آخر، الأمر الذي يحزن بطلتنا لأنها لا تريد الابتعاد عن رفيقتها الحميمة وجارتها لوزة. تطلب رمّانة من والدها مهلة ريثما تحاول الصديقتان إيجاد حلّ آخر لأزمتهم.

رمّانة كثيرة الكلام والحركة، كما تصف نفسها، لكنها في الوقت نفسه واقعية وعملية جدًّا. تتمكن بإقدامها وحيلتها الواسعة أن تجد الحلول حيث يعجز الكبار، وإن بدت هذه الحلول للقارئ مرتكزةً على صدفٍ مفتعلةٍ بعض الشيء.

ورمّانة الطفلة هي أيضًا الراوية، بكلّ حيويّتها وروحها المرحة التي تنعكس على سرد الأحداث، حيث استخدمت الكاتبة رانية حسين أمين الحوارات والفكاهة، وذلك بلغة سلسة عصريّة. وقد أدخلت بعض المصطلحات العامية المصرية، أو هي أحيانًا كلمات فصيحة تستخدم في الكتابة المصرية أكثر من غيرها، مثل “حجرة” أي غرفة، “جريت” أي ركضت. لكن ذلك لا يشكّل عائقًا كبيرًا على القرّاء الصغار من خارج مصر، إذ أغلبها يُفهم من السياق.

تنقل لنا القصة أجواء القاهرة بأمانة عن طريق أحداثها، وبصورة خاصّة عبر رسوم فنّان الشرائط المصورة المتمرّس مجدي الشافعي. شكل البطلتين عصريّ، والرسوم تعبّر ببراعة عن حركة الشخصيات، مدخلةً القارئ عالم القصّة.

تصميمٌ يعرّف القرّاء العرب على تصوّرٍ حديث لشكل كتب الصغار. الصفحات الداخليّة منوّعة، تستعير من الكوميكس أحيانًا بشكل ذكي جذّاب، تتداخل فيه الصور بالنص مع استخدام فقّاعات للكلام المباشر، وبَنط عريض يشبه خط اليد للتعبير عن الصراخ. نوعيّة الورق المستخدم اللماعة تضعف الإنتاج.

قصة تروّج لقيم جميلة مثل المصالحة ومساعدة الآخرين والتعاطف والانفتاح على الآخر بدل التقوقع.

فاز كتاب “صراخ خلف الأبواب” بجائزة اتصالات سنة 2016 عن فئة كتاب اليافعين.

س.أ.غ.