بو

في يوم مشمس يذهب الشبح الأسود “بو” والفتاة الصغيرة “لونا” للصيد في البحر، فيلتقطان سمكة كبيرة ملأتها النفايات.

كتاب يصعب فهم الهدف منه بالرغم من توجهه للصف 2، أي لمن هم في السادسة أو السابعة من العمر. لغة النص سليمة، مفرداته مناسبة للفئة العمرية المستهدفة. إلا أنّه يفتقد إلى ما يلفت ويشد، أو إلى منطقٍ ما في سير القصة وتفاصيلها. فهل “بو” شبحٌ حقًّا كما توحي به الرسوم؟ إن لم يكن كذلك فلمَ كان اختيار “بو” اسمًا له، وهي عبارة عن محاكاة صوتية نستخدمها عندما نريد مفاجأة صغيرٍ وتخويفه مداعبةً؟ أما إذا كان اختيار الاسم مقصود، فأين عنصر المفاجأة أو التخويف في القصة؟ بالرغم من علامات التعجب في: “يا للمفاجأة! اصطدنا سمكة كبيرة جدًّا!”، أو في “آه! هناك الكثير من الأشياء داخل بطن السمكة”، إلا أن لا شيء يفاجئ حقًّا في مجرى الأحداث، إذ إن الكاتبة-الرسامة لم تستثمر هاتين الجملتين بشكل يبرّر شخصية بو الشبح ودوره. كما أنها لم تستغل نهائيًّا قصة السمكة المليئة بنفاياتٍ نلمحها في رسمٍ واحدٍ فقط، دون أن يتفاعل النص أو الرسوم التالية أو الشخصيات مع وجودها، وكأنها شيء مقبول وطبيعي. فتبقى القصة عبارة عن نزهة آمنة رتيبة في “يوم مشمس وجميل للصيد”.

الرسوم جيدة، تعتمد على قصاصات الورق وعلى ألوانٍ بحرية في معظم الصفحات، مع بعض الألوان النارية أحيانًا التي تضفي رونقًا وإن لم يكن لوجودها علاقة بحبكة القصة.

إنتاج جيد ومتين كما هي العادة مع منشورات كلمات… عسى أن ترتقي النصوص إلى مستوى الشكل.

هب