“الأصابع الذكية” دار نشرٍ سوريّة متخصّصة بكتب الصغار، استقرّ بها مؤسّسوها منذ بضع سنواتٍ في اسطنبول – تركيا، تحت سقف المكتبة العربيّة الأولى التي أنشأوها في المدينة نفسها، مكتبة “صفحات”.
جلنار حاجو وسامر القادري، بعد أن أسّستما معًا دار نشر للصغار بسنوات قليلة، قامت الحرب فتركتما سوريا إلى تركيا حيث أسّستما مع أصدقائكما أوّل مكتبة عربيّة. المغامرتان على قدر من الجرأة، فما هو دافعكما في كلّ مرّة، وما هي الخلفيّة الثقافيّة التي هيّأت لكما هذه الطريق؟
في البداية نحن خريجي الفنون الجميلة من جامعة دمشق، وعملنا في مجال نشر الأطفال منذ عام 1999 عن طريق نشاطنا في محطة للصغار حيث أصدرنا ثلاثة مجلات خاصة بالطفل. عبر هذا العمل اطلعنا على عالم نشر الأطفال في العالم، وبعد فترةٍ قررنا أن نؤسس عملنا الخاص، فكانت دار الأصابع الذكية للنشر، أسّسناها لرغبتنا الشديدة في إنتاج كتابٍ عربيّ ذو شكل ومضمون مختلف يحترم عقل الطفل، ويصل إليه بسعرٍ معقول وذلك لإدراكنا أنّ الكتب العربية ذات السوية الجيدة نادرة جدًّا.
أما بالنسبة للمكتبة فالدافع هو إيجاد مكان ثقافي للسوريين والعرب الذين يتزايدون بسرعة في تركيا بعد الربيع العربي، في ظل عدم تواجد مكتبة عربية في اسطنبول أو مكانٍ ليلتقي به السوريّون وغيرهم من العرب. والدافع الثاني هو تقديم صورة إيجابية عن السوريين لكل العالم.
قامت مشاريعكما بالتعاون مع أصدقاء لكما. من هم، ومن هو المحرّك الرئيسيّ في كلّ من المشروعين؟
فكرة المكتبة بالأساس هي فكرة ومشروع سامر القادري وهو عمل على تأسيسها ووضع جميع تفاصيلها. ودار النشر فكرة سامر القادري وجلنار حاجو أيضًا. أمّأ الأصدقاء المشاركين في المكتبة، فهم ثلاث: ماهر صليبي، وهو مخرج وممثل سوري، والإعلامية أليسار حسن وعبير علي، وهي كاتبة عمانية للأطفال.
كيف تصفون قسم كتب الصغار ومحتوياته في مكتبة صفحات؟
القسم يحوي كتب متنوعة ومنتقاة من القصص الأدبية والعلمية لكافة الأعمار، ونهتم بشكل كبير بانتقاء الكتب ذات السوية العالية من حيث الشكل والمضمون.
نرى في لائحة منشورات الأصابع الذكية كتب مدرسية كثيرة، من هو جمهور هذه الكتب من المدراس، اليوم بعد أن تركتم سوريا؟
جمهورنا هو كل مدارس الدول العربية، وهذه المجموعات هي كتب تعليمية داعمة للمناهج وليست كتب مدرسية، فجمهورها إذًا أوسع من جمهور المدارس.
ما هو عدد كتبكم الترفيهيّة المصوّرة، ومن هم كتّابكم ورسّاميكم؟
لدينا حتى اليوم ما يزيد على 50 عنوان ككتب ترفيهية مصورة. أمّا كتّابنا فكثر، منهم فاتن ابراهيم، مريم فرح، سحر نجا محفوظ، عبير علي، أمل حويجة… وبالطبع جلنار حاجو، كاتبة ورسّامة. ومن رسّامينا أيضًا مازن القادري ونيروز أبو جمرة وغيرهم.
كيف تصل اليوم مؤلّفات الأصابع الذكيّة الترفيهيّة إلى الأطفال العرب، والسوريين منهم بوجه خاص؟
تصل قصصنا للأطفال العرب عن طريق معارض الكتاب والموزعين في الدول العربية. أما بالنسبة لوصول الكتب لللأطفال السوريين داخل سوريا فلقد أصبح ذلك صعبًا جدًا. لكنّ كتبنا تصل للأطفال السوريين في اسطنبول وغيرها من المدن التركية والعربية عن طريق مكتبتنا حاليًّا. ونحن نحاول بين وقت وآخر العمل على إرسال قسمٍ من الكتب للداخل السوري، وقد نجحنا بإيصال البعض منها إلى مخيم الزعتري في الأردن ومخيماتٍ عدّة في لبنان.
ما هو آخر كتاب ترفيهيّ للصغار صدر عن الدار؟ كيف تصفونه؟ وماذا سيأتي بعده؟
آخر كتاب صدر عن دار الأصابع الذكية عنوانه “نور تهرب من القصة”، من تأليف عبير علي ورسوم جلنار حاجو، وهو كتاب للأطفال 7-12 سنة، جديد من حيث الفكرة والشكل. أمّا الكتاب الذي سيصدر بعده فعنوانه “السماء تمطر غزل البنات” وهو من تأليف سحر نجا محفوظ ورسوم مازن القادري.
مرسال