“لغز عين الصقر” رواية لليافعين وقصة مغامرات تجري أحداثها في فلسطين المحتلة.
عندما تجد عائلته نفسها في مأزق مالي، يبدأ زياد بالبحث عن جهاز عرس جدته المفقود ليبيعه. لكن الوصول إلى هذا الكنز أمر صعب، فقد أخفى جده الذهب في مكان لن يتمكن حتى “الجن الأزرق” من العثور عليه، داخل قريتهم التي هُجّروا منها خلال النكبة الفلسطينية. “لغز عين الصقر” هي قصة رحلة هذا الشاب الفلسطيني لاسترداد حقه وإعادة الاتصال بجذوره.
اختيار فلسطين كمكانٍ لأحداث الرواية اختيار ذكي ومدروس ويرتقي بالرواية من قصة مغامرات عادية إلى قصة تحمل الكثير من الإسقاطات السياسية وتتضمن رسالة واضحة حول حق الفلسطينيين في أرضهم المسلوبة. وتدعم الكاتبة هذه الفكرة بحبكة متينة، تتصاعد فيها الأحداث بشكل منطقي وتتخللها عناصر تشويق عديدة. فلا تأتي الرسالة على حساب القصة. بالنسبة للكثير من القراء العرب الذين لا يقدرون على الذهاب إلى فلسطين للظروف السياسية المرتبطة بالاحتلال، تمكنهم هذه الرواية من القيام بزيارة من نوع آخر للتعرف على بعض نواحي حياة الفلسطينيين اليومية.
تهتم الرواية بالعوالم الداخلية للشخصيات وإن بدت أغلبها، ومنها زياد الشخصية الرئيسية، مثالية بعض الشيء بنبلها وشجاعتها وطيبتها. تنقل الكاتبة الأحداث بوضوح ودون تكلف لكنها قد تلجأ أحيانًا إلى التكرار أو الإطالة غير الضروريين. يتخلل النصّ حوارات بالعامية الفلسطينية مما يعزز أهمية وخصوصية هذه الهوية.
تتضمن الرواية رسومات بريشة الفنان عمّار خطّاب تزيّن بداية كل فصل. رسومات بالحبر الأسود، خطوطها بسيطة ومتقنة بشكل عام. إخراج الكتاب جيد جدًّا من ناحية اختيار نوعية الورق والبُنط.
س.أ.غ.
مرسال 