
في الصفحة الواحدة والعشرين من الكتاب، يتعرّف القارئ على هويّة البطل وهو “علاء صائد المكافآت الشهير”. تدور أحداث القصّة حول المهمّات السريّة التي يقوم بها البطل، حيث يقبض على مجرمين ومطلوبين مقابل مبالغ من المال. يصوّر المؤلّف والرسام شهاب الدين المشرّف تفاصيل المعارك التي يخوضها علاء ضدّ الأشرار، والتي لا تخلو من عناصر الخيال إذ يترافق علاء مع الجنّ الخاص به الذي لا يفارقه ويساعده خلال “صيده”.
الكتاب عبارة عن شريط مصوّر يتوجّه للفتيان والفتيات. يستخدم المشرّف ألوانًا داكنة في الأغلب، إذ إنّ معظم التطورات في القصة تحدث ليلًا. وعندما تكون الصفحة أقل ظلامًا، يلجأ الرسام إلى اللون الأصفر ومشتقاته. النص عبارة عن حوارات، مع بعض السرد في فاتحة الكتاب. في المقابل، يعتمد كاتب الحوار عاصم إبراهيم بشكل كبير على الصوتيات، مخصّصًا مثلًا صفحتين كاملتين لها ممّا يضفي على القصة بعضًا من الحركة التي تترجم الأحداث بشكل دقيق.
يحتوي الكتاب على خطابٍ يرسّخ لدى القرّاء الصورة النمطية للفتاة الشابّة التي لا يحق لها ما يحق للفتيان. يظهر ذلك في مطلع الكتاب عندما يلتقي علاء بفتاة من عمره يسألها، وهو المتسكع ليلًا في الشوارع: “ماذا تفعل فتاة في وقت متأخر خارج منزلها؟” وبعد أن تدافع عن نفسها، يتمتم: “فتيات هذا الوقت لا يتحلّين بالحياء كالسابق، يا للأسف!”.
من غرائب “علاء صائد المكافآت” أنّ الغلاف الخلفيّ يعرّف عن الكتاب المفقود الذي يبحث عنه علاء، وهو تعريف غائب عن نصّ القصة، بشكل أنّ القارئ الذي يفوّت قراءة هذا الشرح، يصعب عليه فهم الحكاية بدقة!
وبالعودة إلى مجمل النصّ، من المفترض أن يعتمد هذا النوع من الحكايات على عنصر التشويق بشكل أساسيّ. غير أنّ هذا العنصر ضعيفٌ بعض الشيء، إذ يكسب علاء معاركه بالمواجهة الجسدية فحسب من دون أي تفكيك للغز أو بحث جدّي عن الحقيقة التي تظهر بسهولة، مما يقضي على التشويق.
أ.ع.