تكشيرة

تجري أحداث القصة في مدينة تدعى “تكشيرة”، سكانها “لا يحبون الابتسام والضحك أبدًا مهما كانت الظروف”. لكن كل ذلك يتغير عندما يرزق السيد “برطم” بفتاة بشوشة يسميها “جميلة”. وكما هو متوقع، تنجح جميلة باستمالة سكان مدينتها، ابتداءً بوالدها، فيصبحون مثلها يحبون الفرح والابتسام.

في سرد أحداث هذه القصة، تختار الكاتبة لغة سلسة ومفردات سهلة في متناول القرّاء المستهدفين، وتتجنب الوقوع في فخ الإطالة في الكلام. فالنص يكتفي بسرد الأحداث الأساسية وإضافة بعض التفاصيل الظريفة المحببة حول مدينة تكشيرةوسكانها. بذلك تفسح المجال، بكل رحابة صدر، للرسام لكي يشارك بشكل فعال وبارع جدًّا بخلق عالم تكشيرة وبعث الحياة فيه. الرسوم مليئة بالتفاصيل الذكية والطريفة التي ترتقي بالكتاب من قصة عادية على نمط “طفل يولد مختلفًا ينجح بإحداث تحول إيجابي في مجتمعه” إلى قصة تعلق بالقلب والذاكرة.

في رسم الشخصية الرئيسة جميلة يستعير الرسام الكثير من أعراف “المانغا” من حيث تقاسيم وجهها وعيونها المستديرة وفمها وتعابير وجهها. لكنه كان أكثر توفيقًا في رسم الشخصيات الثانوية، خاصة السيد برطم بملامحه الشرقية من بشرة سمراء وشعر كثيف وبني (حيث يوجد شعر). مهما تختلف الآراء حول استخدام النمط المستوحى من الرسوم المتحركة في رسوم كتب الأطفال، لا يمكننا إنكار مهارة الرسام العالية وإتقانه لحرفته.

قصة بهذا المستوى من حيث النص والرسوم كانت تستحق إخراجًا فنيًّا أفضل من الذي حظيت به. ففي تقطيع الورق، أغلب الرسوم قصت أطرافها، وكان من الأفضل اختيار ورقٍ غير لمّاع.

شراكة موفّقة بين الكاتبة والرسام أوصلت “تكشيرة” إلى القائمة القصيرة لجائزة اتصالات لكتاب الطفل عن عام 2013.

س.أ.غ.