
العمة عوشة سيدة كثيرة الكلام لدرجة تزعج أهل مدينتها في أكثر الأحيان، فيقولون لها: “توقفي عن الكلام، يا عمة عوشة!”
في أحد الأيام، تهدأ المدينة من ثرثرتها فيفرح الناس. لكنّهم سرعان ما يبدؤون بالتساؤل عما جرى لها.
“العمة عوشة” كتاب متكامل العناصر من نص ورسم وإخراج. قصة طريفة كتبتها فاطمة شرف الدين بأسلوبها السهل الممتنع. مفردات بسيطة ومنتقاة ببراعة، استخدام ذكي للتكرار، كلام موسيقي يتمتع بإيقاع جذاب فتصبح القصة مثل الأغنية. أسلوب الرسامة حنان القاعي الفني خلاق جدًّا. تقدم الرسوم كلام العمة عوشة بشكل قصاصات من ورق الصحف، مجسدة بذلك طاقتها الفائضة على الكلام التي تبدو خارج السيطرة أحيانًا. تطغى على الكتاب الألوان الهادئة بخلفية خضراء أو ترابية توحي بالبيئة الصحراوية.
“العمة عوشة” قصة لا تخشى المحلية، وإن بان ذلك في الناحية الفنيّة أكثر منه في النص. تجري أحداثها في دولة الإمارات، كما يظهر لنا من ملابس الشخصيات ومن بعض المعالم العمرانية في الرسوم وخلفياتها.
إخراجٌ مريح حيث لا يطغى النص على مساحة الصفحات. قد يعيبه شيء واحد هو أن الخلفية المخططة في بعض الصفحات تحد من مقروئية النص. عدا ذلك، لا يمكننا إلا التنويه بالإنتاج المتقن والمدروس للكتاب بشكل عام، بالإضافة الى جودة الورق والغلاف.
س.أ.غ.