تتناول سلسة “هل تعرف من أنا؟” سير شخصيّات تاريخيّة عربيّة أو إسلاميّة. فبعد قصة “ابن بطوطة”، تروي لنا فاطمة شرف الدين قصة “ابن سينا”، العالم والفيلسوف والطبيب الذي عاش في القطر الشرقي من العالم الاسلامي والذي كانت لا تزال كتاباته تعتمد مرجعيًّا في أوروبا، 800 سنة بعد مماته. رغم التفاصيل وتراكم المعلومات التي قد يكون صعب استيعابها أحيانًا، ما سيتذكره القارئ هو أن ابن سينا عالم أمضى كل حياته طالب علم وكاتب وبحّاثة. عاش في مدن عديدة، في زمن مليء بالاضطرابات السياسية، يعالج الناس ويوثق اكتشافاته المختلفة. رجل كان دائمًا يحب أن يعلّم ويتعلم.
اختارت الكاتبة أن يروي ابن سينا بنفسه حياته وأن يعرض المسائل التي تهمّ الأولاد بشكل خاصّ، مثل آرائه حول تربية الأطفال وبعض الاكتشافات في الفيزياء والطب. ممّا يجعل الراوي قريبًا من القرّاء رغم مئات السنين التي تفصلهم.
أسلوب الكتابة واضح، لكن ربما كان من المستحسن شرح بعض المفاهيم أو الكلمات التي يصعب فهمها على الصغار، مثل “منطق”، “السكتة الدماغية”، “المعاني المجردة”… كما أن إضافة تبويب زمني لكتاب هو بمثابة سيرة ذاتية لعالم حياته مليئة بالأحداث كان سيسهل استخدامه كمرجع علمي من قبل القراء الصغار.
تأتي رسوم انطلاق محمد علي الفاتنة على شكل منمنمات فارسية تملأ الصفحات، تعيدنا إلى عصر ابن سينا بأسلوبها الشرقي واستدارة الوجوه واستخدامها للألوان الرملية الدافئة.
كتاب متقن يساهم في تحسين نظرة الأولاد إلى تاريخ حضارتهم.
إز
مرسال 